لست أدرى من أين أبدا ؟! وهل تطاوعنى الكلمات ؟؟
فان الكلمات تتصاغر والعبارات تتضاءل ولكننى سأحاول
قدراً أستطاعتى وعسى ان اوفق فقد قال تعالى
(( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسولة والمؤمنين))
هناك رابطة روحية متينة تجمع بين الناس في المجتمع الواحد، يلتقي الأفراد في أماكن مختلفة ، يتعارفون... يتقاربون.. يتفاهمون.. ويتصادقون، تنمو بينهم أواصر المحبة والألفة والمودة، ويجد كل فرد منهم ذاته حين يلتقي بصديق محبب إلى قلبه، يفضي إليه بهمومه ومشاكله ويرتاح بصحبته من عناء يومه ومتاعب حياته.
إن الحياة بكل ما فيها من أشياء ملموسة وأخرى محسوسة وبكل ما فيها من روعة وجمال وإبداع..
تظل باردة جامدة إن خلت من رفيق يؤنس النفس العطشى إلى التلاقي والتفاهم والتجاوب والإنسجام.
الحياة بكل ما تحمله من فتنة وسحر وبهاء تظل شاحبة رمادية إن خلت ممن يشارك المرء أفرشكراً وأحزانه، ويقف إلى جانبه يسانده ويساعده في حياة هي حقل مشاكل وأزمات ،وساحة عقبات وعثرات.
للصداقة عمل عجيب في النفوس، فهي تنعش الفؤاد الحزين وتزرع روح الأمل في النفس اليائسة وتخفف الكثير من الصدمات. بها تخف وطأة العيش ومرارته، وبها يشعر الإنسان بقوة وأمن واستقرار نفسي، ومن خلالها ينتصر الإنسان على ذاته.
الصداقة كنز ثمين يعثر عليه الإنسان في أخيه الإنسان، لكن ما يحدث- غالبا"- في مجتمعنا بعد فترة زمنية، أن القلوب التي تآلفت نفرت، والأفكار التي تقاربت تباعدت، والنفوس التي تجاوبت اختلفت، والصداقة التي فاقت مشاعر الأخوة انقلبت وتحولت إلى عداوة ونكران وجحود وندم.
ومن هنا يسعى المرء في البحث عن أساس للمشكلة التي تفاقمت ، وعن وسيلة للحفاظ على صداقة العمر، لكنه للأسف يكتشف أن صداقته لم تبن على قواعد متينة أساسها الصدق والخلق والوفاء، وأن التعلق بالفردية والأنانية وصفات الغيرة والحقد والحسد والضغينة تغلبت على الصفات الجوهرية الطيبة، وينتهي الأطراف إلى إنكار وجود الصداقة، والتأكيد على أنها من الأحلام البعيدة المنال، والتي لا يمكن أن تتحقق مع اعتزاز الإنسان بأنانيته وتفرده بمصالحه.
إن الصداقة الحقيقية هي تلك التي تقوم على التقارب الفكري والإنسجام الخلقي، والعاطفة الصادقة الخالية تماما" من الشوائب النفسية والفردية والمصالح الذاتية، ومع الآختلاف الفكري والخلقي لا يمكن أن تدوم صداقة مهما ساعدتها المصالح المؤقتة على الاستمرار.
الصديق الحق، هو من يصدق في القول والفعل، هو من يتمنى لصديقه ما يتمناه لنفسه، يفرح لفرحه، ويؤلمه دون تمثيل أو نفاق أو مبالغة ألمه.
الصديق الحق، هو من لا يتغير حاله بتغير الأحوال وتلون الأيام، هو من لا يبدله الوضع الذي آل إليه صديقه.. هو كريم النفس، محمود الخلائق، واسع الصدر، مكتوم السر، وافر العطاء، بل إن أعلى درجات الصداقة أن يؤثر الإنسان صديقه على نفسه، ويقابله الطرف الآخر بالمعاملة ذاتها،فتصبح النفوس كالمرايا المتقابلة تعكس صور بعضها في اطار من المحبة والتفاهم والوفاء.
وبما أننا في زمن يتراجع رويدا" رويدا" عن مثل هذه الصفات، فليس أقل من أن يحفظ المرء أسرار صديقه، وألا يفشي بما أقسم ذات يوم على كتمانه، وليس أقل من أن يحترم الثقة التي أولاها له الغير في يوم جمع بينهما الود والإحترام والثقة.
إن معنى الصداقة عميق، واسع، وعظيم، والعيش بدون أصدقاء وحدة، وسقم، وعناء.
وأخيرا ً وبعد تحليل العناصر والموضوع فاءنى اجد لذة
وانا اكتب هذا الموضوع لكننى لمو اوفية حقة
فقد قال الشاعر
وماكل لفظ فى كلامى يكفينى
وماكل معنى فى قولى يرضينى